هذه اللحظة أراها وأخالها لحظة حاسمة أرقبها لحظة يتجرد فيها كل ذي لب من كبرياءه وعتوه ينفض عن نفسه غبار المكابرة وينزع عن جسده لباس التعامي
هذه اللحظة رصدنا وإن شئت سأقول قررنا أن نطرح هذه القضية التي أقضت المضاجع و أشغلت العقول ومحقت الحسنات وزادت الأرصدة من السيئات...
زادت الصدوع في جدار العلاقات المستوي ,كتبت بنود للخصومة بأنامل خبيثة , حررت محاضر الإعتدائات بنوايا مسمومة ...
هذه القضية وكما هو واضح من العنوان تدور حول السلك والكلك وهما لفظان عاميان ربما لهما اصل لغوي غير صريح ولكنني هنا سأعرف السلك ومن بعده الكلك لكل من أشكل عليه فهم المعنى والمقصود ..
السلك\
هو النيل من الناس بالكلام في غيابهم و يرادفه لفظ " الغيبة , "
الكلك\
هو محاولة أخذ الكلام وسيلة للوصول للغايات الخبيثة ومحاولة الضحك على الذقون بعبارات معسولة تظهر للمتلقي انه اعز شخص لدى القائم بأعمال الكلك ولكن الواقع عكس ذلك تماما
وبعد التعريف والتوضيح سنطرح القظية نقطة نقطة وباختصار...
السلك كما أسلفنا هو مرادف للفظ الغيبة بل هو الغيبة بعينها ولكن أصبح الناس يشمئزون من لفظ الغيبة المحرم شرعا الممقوت عرفا وعقلا فكان لا بد من البحث عن متنفس فقامت العقول الفارغة التي لم تستغل ما حباها الله به من تفكير وقدرات الاستغلال الأمثل بتغيير اللفظ مع إثبات الفعل فأطلقوا السلك كمصطلح جديد يتفاخر به أهل هذا الفن على حد تعبيرهم ..
ففي عرفهم قد تكون فاشلا دراسيا ولكنك ناجح ومبدع في فصول السلك تعرض عليك يوميا مئات الأسماء وأنت بخبرتك العريضة وأساليبك المتجددة تخترع لهم الأوصاف تنال منهم تلصق بهم التهم تحاول إضحاك الآخرين بأي طريقة ثم تستعرض الاسم الأخر وتبدع في النيل منه أيما إبداع ...
حتى وصل الحال إلى أن أصبح الرائدون في هذا المجال مثلا يحتذى بهم ويعمل بأقوالهم ويتسابق الناس لخطب ودهم ...
فعلا حالة يرثى لها ...
أما الكلك فحدث ولا حرج . تلقى صاحبه بشوشا . يضحك معك ويسأل عن أخبارك . يناديك بأحب الأسماء . أبا فلان أبا علان تخاله يعتبرك اعز من رأى ... ولكن بعد الجلوس معه مرة تلو الأخرى . تجده يغتاب " يسلك " من كان في جلسته البارحة يتحدث عنه بكل سوء معك وغدا عصرا تراه يمازحه يضاحكه . يدنو منه . يسر له بالأخبار في أذنه ... وهكذا ... تتعجب لحاله ... ما الفرق يا ترى بيني وبينه ... هل يفعل الشيء ذاته معي . هل يتحدث بالسوء عني ... نعم عزيزي لا تفرح كثيرا فهؤلاء لا أمان لهم ... يكون معك على أحسن حال .. وإذا غادرك أو غادرته رماك بسهام .. السب والشتم ... لا يستقر على حال ولا يعرف الانفعال ...تلقى له في كل جلسة صديق مزيف .. وفي كل بيت رفيق مغرر به ..لا تراه إلا محللا لحالتك وكأنه احرص عليك من نفسك ....
ويا للأسف هذه الطائفة العفنة أصبحت تلقى رواجا غير طبيعي في مجتمعاتنا ..
فجلساتهم أحسن الجلسات . وأحاديثهم أرقى الأحاديث ... ومكانتهم لدى الحثالة عاليا ...
أحبتي فتشوا عن اؤلائك وستجدونهم كثر ... فأحرصوا منهم ... فكم من صديق يدس السم في العسل ....
هذا فيض من غيض والا القضية اعم واشمل وأوسع من هذا بكثير ...
ولكن تركت الفرصة لأقلامكم لتزيد وتثري الموضوع لما فيه صلاح البلاد والعباد ..