عرض مشاركة واحدة
قديم 09-04-2010, 06:09 AM   #1
انفاس حرف
 

انفاس حرف سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفاية
افتراضي انفاس لم تكتمل ....




العادات والتقاليد بين الإمتهان والتقديس .....


على مشارف الفجر . وفوق ذلك الجسر . المتاخم للقصر . اتتني افكار ليس لها حصر ...
قد يسئلني سائل أي قصر واي جسر ... وقد يعارضني معارض ويقول نحن نريد الفكرة الباعثة للعبرة ....

حسنا ايها السائل . وصدقت ايها المعارض .....

اما الجسر فهو جسر الآماني . واما القصر فهو قصر الأحلام ....
واليك الفكرة يا من سألت عنها ....

العادات والتقاليد . تمتهن تارة . وتقدس تارة . وذلك تبعا للعادة ومضمونها .
ولكن ما الفيصل وما الفاصل بين الخندقين .....

ودعوني ادعم كلامي ببعض المشاهد التي ربما توصل الفكرة بشكل اسهل من النزف المبالغ فيه ....

خذ لديك : كنا اطفالا عشنا مع بنين وبنات جمعتنا بهم اروقة القرية ومراتع الصبا . لعبنا ضحكنا تخاصمنا بكينا . ولكن كانت البراءة هي الصفة السائدة ....
لم يكن من العيب والمنقود ان تدخل بيت صديقك الطفل او حتى ان تنام عندهم ......

كبرنا ومع تقدمنا في السن انتشر العلم وربما انقشعت سحابة الجهل ....

اصبحنا في عمر لا يسمح لنا بالتنقل بين البيوت ... فهضمت الفكرة بحكم شيمنا العربية ....

لكن ان تمر تلك المرأة التي في الخمسين ولا تسلم عليها وتقبل رأسها فهذا ما لم يهضم بسهولة ......

بل كثر الجدال عليه . واشتد النقاش فيه ....

هذا مشهد اول ربما تلاشت اضواءه مع التقدم في العلم والفهم ....

خذ لديك : كانت في ما مضى الزوجة تجلس مع اهل زوجها ذكورا واناثا . بما في ذلك اخوان زوجها . واعمامه . واخواله ......

ولكن مع مرور الزمن والتقدم كما اسلفنا في العلم والفهم . تغير الحال فعمدت بعض الزوجات الى الإحتجاب فلاقت معارضة ومقتا من زوجها في حالات نادرة ومن والد زوجها ومن غالبية المجتمع في الحالات الأخرى ....

وفي الحقيقة ان هناك عائلات نشبت فيها الكثير من المشاكل والإشكاليات بسبب هذه القضية .....

ومع تلاشي العادة الا ان هناك عائلات لا تزال تقاوم وتؤكد ثباتها امام رياح التغيير ....

فلماذا تمسكنا بهذه العادة وقدسناها بالرغم من معارضتها لديننا والرسول صلى الله عليه وسلم يقول (الحمو الموت) ....

وهذا مشهد ثاني قد يكون هناك شبهة انه تلاشى او آخذ بالتلاشي .....

وخذ لديك : عندما تكون هناك مشكلة بين اقرباء او جيران او شركاء على قطعة ارض او ماشابهها ....

من الحاكم . ومن الفاصل في القضية . اليست الأعراف القبلية .... وهي الداخلة ضمن حضيرة العادات والتقاليد ...
فيكون الحكم على المذنب او المتعدي ان صح التعبير ( عزارة ) وهي ربما مأخوذة من التعزير .... ولكنها عبارة هنا عن ذبيحة تذبح للحكم واعوانه والناس الحاضرين .....

اليس هذا تكليفا على ذلك الشخص الذي ربما لا يملكها . ولكنه يتدين حتى ينفذ ما حكم عليه به ....

وهناك احكام اخرى مثل ( اديان ثمانية ) . ( اديان خمسة ) وهي يأتي الرجل بخمسة من اولاده او اقاربه او بحسب العدد المطلوب ويحلفون ببطلان التهمة او ثبوت الإدعاء .....

اسألكم بربكم من شرع هذا .....

( إن هي إلا اسماء سميتموها انتم واباؤكم ما انزل الله بها من سلطان )

هذه عادة لم تتلاشى بل لا زالت واقفة شامخة . تتأرجح في مجالسنا . بل تتأخذ منها المواقع العلى .....

واليكم مشهد من مشاهد الإمتهان بعد ان سردنا مشاهد التقديس .......

كانت المهور في زمن قريب زهيده الا درجة لا يمكن ان تتصور اذا ما قارناها بالجشع الذي يمارس وبشراهه هذه الأيام . وكأن البنت سلعة تباع وتشترى ....
ولذلك لم نلحظ العنوسة فاشية في زمنهم ..... اما الآن فالعوانس يزدن يوميا بمعدل يفوق الوصف . اضف الى ذلك حالات الطلاق التي مردها المهور العالية التي دفعت .....

فلماذا تجاهلنا عادة التيسير في المهور وامتهناها ولم نقدسها كسابقاتها .....

ألإنها موافقة للدين .... ومصلحة للمجتمع .....

والرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ...( اعظم النساء بركة ايسرهن مؤونة)


هذه احبابي بعض المشاهد التي تؤكد ان عملية التقديس والإمتهان للتقاليد تتم بطريقة فوضوية همجية ولا تعتمد على قانون او تظام .....
والا فينبغي ان ننظر الى العادات والتقاليد بمنظور شرعي فما وافق الدين اخذناه . وما عارض الدين نبذناه وراء ظهورنا ...

اعزائي هذا نفس لم تكتمل اركانه . ولم تشتد جوانبه .... هو بإنتظار اضافاتكم ومعارضاتكم .......

ليصبح عنوانه انفاس مكتملة .... فسر نقصانه الآن هو غيابكم عنه ....


لكم تحياتي .... انفاس حرف .



انفاس حرف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس