أهلاً أهلاً بك عزيزي أبو عماد
كنتُ أشعر برهاب إقامة المشاريع وبوجودك تلاشى الخوف والقلق، لأنني على ثقة بأنك داعم لكل مشروع يعود للقبيلة بالخير والفائدة. قد تتعجب يا أبا عماد من كلمتي هذه، ولكن ثق بأنها الحقيقة!! أعيد وأكرر: ثق بأنها الحقيقة. فلقد ألفيتك داعماً وقانونياً ومشجعاً ومؤازراً ولم تآلوا جهداً في تقديم كل نصيحة وإرشاد وهذا طبع المثقفين والنخبة من المجتمع. البعض مع الأسف الشديد ذهب إلى أن الدار السنمائية قد تحط من أخلاقيات مجتمعنا رغم أنه يشهد ليل نهار ما يتشربه ابنائنا وأخواننا في المقاهي والكازينوهات. كنت بصراحة على وشك ذكر استراحة العاصمي في معرض حديثي عن الإستراحات لكنني تراجعت قليلاً لأقيس مدى قابلية الفكرة، وحتى لا أضعك تحت الضوء باستشراف رأيك عن الموضوع! لكنك سرعان ما اشرت إلى الاستراحات الخاصة بمنطق يشي برغبتك في المساعدة، لكن ما يحول بينك وبين ذلك هو العقوبات القانونية والمعارضين الحسّاد، ولا ألومك! عموماً، سيتحقق هذا الحلم بوجودك ووجود غصن التوت وكل من رام أن تحقق قبيلته نجاحات على أصعدة مختلفة، سيتحقق هذا الحلم بإذن الله وسترون كم ساهم في استقطاب شبابنا عن مقاهي سافلة تعكر صفو أخلاقهم. سترون فائدة السينما يوماً من الأيام وستتذكرون فائدتها بوقتها، فلا تتعجلوا، مسألة وقت!!
أما قضية أن يحتضن الفكرة جهات رسمية كالتي ذكرت، فلا أرى أنها مناسبة ومؤهلة أن ترعى مشروع إصلاحي كهذا لأنها ستسعى لتذويب ايدلوجياتها في هذا المشروع وسنعود في النهاية بالمشاريع السابقة دون أدنى تغيير يذكر! وسنفشل في إقناع الشباب بوجود أفكار جديدة ستقدم حلولاً أكثر قرباً لنفوسهم من السابق!! فلو قامت بعض هذه الجهات الرسمية بريّ هذا المشروع فستقف حجر عثرة في طريق الأفلام الأجنبية بشكل مطلق، سواءً أفلام مفيدة أو غيرها، هذا حدسي حيال ردة فعلهم وأسأل الله أن يكون خلاف ذلك. لأننا بصراحة ومع الأسف نمر بمرحلة دائمة تذكي السينمافوبيا في مجتمعنا، ولن تترجم الفكرة لواقع ملموس طالما أنها رهن اشارة هذه الجهات. نحن بحاجة هذه الإيام إلى جهات ذات نظرة واسعة تقوم بضخ الدماء في مشاريع نامية تفي برغبات شبابنا وأبنائنا، وليس جهات تعمد إلى تكثيف ذات المشاريع القديمة. ففي الحقيقة أن التنويع في إنشاء المشاريع يجعلنا أكثر قدرة على المقارنة، فنقرر أي المشاريع أكثر فائدة وتأثيراً. أما تكديس الجهود على مشاريع روتينية فإن هذا يقلص من فرصة النظر في فاعلية المشاريع الأخرى، وكون كل المشاريع تندرج تحت قائمة الجهات الرسمية المذكورة يقتضي أن الجهات الرسمية تقوم على نهج معين لا يختلف، وإذا كانت الآلة والوسيلة واحدة فلا غرابة إذا توحّد المنتوج.
نقاط متفرقة:
المشاريع المألوفة تدفع الشباب إليها دفعاً ما يجلهم يعجلّون انتهائها لممارسة نشاطاتهم المرغوبة، بينما المشروع السينمائي مستعد أن يُقنع الشباب في الحضور إليه دون دعاية وترويج، المشاريع المألوفة تغلّب جانب الحزم في الطرح، بينما المشروع السينمائي يستطيع إيصال رسالته ببساطة وبإبتسامة، المشاريع المألوفة يحضرها من لديه رغبة التعلم وقليل هم في مجتمعنا، بينما المشروع السينمائي يحضره من يرغب الترفيه والتسلية (وانظر نشاطات نادي الرعد في رمضان)، المشاريع المألوفة توحي برغبتها في حقنك بشيء معيّن، بينما المشروع السينمائي يلقنك دروساً وأنت لا تشعر! استطاع نشاط فُجائي في قرية وحيدة كالريان أن يؤثر ويستقطب الجالية اليمنية فضلاً عن الشباب البحيري وذلك بنشاطات بسيطة وبدائية لم يُعدّ لها الإعداد الكافي، بينما فشلت نشاطات مكرورة ورسمية أُعدّ لها سنين طوال أن تؤثر في الكثير من الشباب إلى يومنا هذا رغم مضيها سنين متتابعة.
ملاحظة مهمة جداً: أنا استغرب يا أبا عماد من أن البعض يرفض فكرة السينما في المجتمع بينما يحضرها ليل نهار في كل صيف!!! ألم تلاحظ يا أبا عماد أن النشاطات الصيفية المألوفة بدت تتودد وتبتسم للحضور أملاً في حضورهم، ألم تلاحظ أن كل المدعووين لإحياء تلك النشاطات يحاولون إضفاء طابع الابتسامة والتنكيت حتى يخلقوا جواً رفاهياً للحضور الذين باتوا متملمين من الحزم والجديّة، ألا ترى أن ذلك قريباً من السينما الكوميدية. هل سمعت في stand-up comedy> بل ألم تلاحظ أن هذه النشاطات الروتينية التي اقيمت في ملعب بن سريان أنها بدت تتوجه إلى عرض فيديوهات توعوية على ستائر كبيرة ليراها جميع الحضور كما هي السينما التي أنادي بها. السيت تلك الستائر هي الستائر التي سأستخدمها؟؟؟ أليست تلك السماعات التي يستخدمونها هي التي سأستخدمها لدار العرض؟؟ ما الفرق إذن؟؟ أدلجة العقول خلق الفرق والفَرَق. عموماً ما تراه في هذه النشاطات الدائمة الصيفية من عرض فيديوي هو محاولة سينمائية بائسة لم تظهر إلا عقب أن فشلت مشاريع سابقة كان طابعها التشدد والتزمت!! ولا يخفى على الجميع أن المشاريع الحالية المألوفة التي تستخدم أدوات السينما أصبحت أكثر نجاحاً من سابقتها، لكنها لم تصل إلى درجة النجاح إذ أنها لازالت تعرض في مضمونها ما لا يريده بعض الشباب ممن يرتاد بعض المقاهي. نحنُ سنقوم بإتباع هذا النهج وسننجح على الطرفين: (1) لأننا قدمنا وسيلة سينمائية بالإضافة إلى (2) مضمون مرغوب في اواسط الشباب. تحياتي يا حياتي.