يشهد الله لكم يا ذا نزل في قنونا الهيل غصبا
هذه القصيدة للشاعر صالح بن خضران ، ولعل كل من قرأها من الأبناء والأحفاد يشعر بما نحمله من مشاعر الفخر والعزه لأنفة أولئك الرجال لتبقى مثل هذه الأبيات خالدة على مر الأيام والسنون ، ويدرك أن المعنيين بها بنو بحير وليس سواهم ، ولو أن حديثنا عنهم كان بالأخذ باعتبارات ومقاييس ذلك الزمن الذي عاشوا فيه لأنصفناهم ، ولكننا نعول على كثير من أصحاب بعض الأقلام ممن يطلقون أحكامهم بأعراف زماننا هذا، ولسنا بدعاة جاهلية ونحمد الله على ما منّ به على هذه البلاد وأهلها على يد جلالة المؤسس المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز آل سعود من الأمن الذي نعيشه والحمد لله أن أيام الفتن والحروب قد ولت بلا رجعه ، وفي رأيي المتواضع أن قسوة زمانهم حتمت عليهم ذلك :
البدع :
يا سلامي على بلقرن ويمن يرافقهم يمن
يشهد الله لكم يا ذا نزل في قنونا الهيل غصبا
لو تكبون كيد إبليس ما يدّ عليكم غالية
ذا ملكها من أمْقُلّه لنايف رسانٍ في شويه
لو يكون راعي امذمه تلهوى بها يوم الربوع
كان منهم نصيفه طاح تحت اللحود وهيلها
الرد :
علمنا واحدٍ من قاصي الشام إلى عين اليمن
وانحن جينا على حين أم جنين ظهرياً وعصراً
خلف ذاك الطرب يا كم بكت كل عين ثالبه
المعابر مثيل الوكن لو هلّ وانشا له نشبه
من يلاقي سرب بلقرن فارق عن اهله والربوع
وآل صعبان قفوا عن قهاوي البنون وهيلها
وهذه القصيدة أيضاً للشاعر صالح بن خضران :
البدع :
حيا الله بندر متحاظفاً بوه حدود بلادنا
طلعة عن حجازيوه وعنهو قنونا الهيل شاما
يوم حلن على العصرا صفاهو عند جال الغمدي
هذا في فعل بلقرن الهول زاد في صبيانهم
أهل مدحن وقاله وافيه ما يقولون المزامر
مثل نفح الدبا ذا افنا نبوت المزارع والحبوب
لو غدا واحدن منا تقوّل نوفي قالته
الرد :
يا لساني تكلم قبل ساقي من الإبلادنا
في سبب ذا الوقوت العاضيه في قلوب الناس شامت
ون تحملت جور الناس قلبي حزن والغم دين
عِدّ بامشي بساقي وانظر اهل المدافع والمزامر
واتنظر في الحوشات وامشي مع قوم الحبيب
بيرق المهدي(1) لا ما زاع بامشي مع نقالته
(1) هؤلاء شعراءنا في الماضي يذكرون المهدي دائماً عند مدح أحدهم ويشبهونه به ، يحضرني من قصيدة للشاعر عبدالله بن لبدان في مدح أحد شيوخ بني بحير وهو الشيخ ابن مجنَّي يقول في مطلعها : (سبحان ذا نقّا والهادي لما يشاء ... رأيت الصبي المهدي خرج في امجانية) _وهو لقب لجماعة وقرية الشيخ عرفوا به نسبة إليه _.